المجاعة في غزة تضرب أيضا الرهائن الاسرائيلية
كتب : نذير عزوز يوم 2025-08-03 | عالم
في تطوّر مأساوي يعكس عمق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، بثّت حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي مقاطع فيديو تظهر عدداً من الرهائن الإسرائيليين في أوضاع صحية متدهورة.
وبدت على الرهائن آثار الجوع الشديد وسوء التغذية مما يجعل هذه الصور المؤلمة تأتي في وقت تتواصل فيه السياسة الإسرائيلية القائمة على الحصار الكامل للقطاع، والذي طال المدنيين والسكان الأبرياء. اليوم، أصبحت إسرائيل تهدد أيضاً حياة المحتجزين وهو موثق بالصوت والصورة. ويمكن مشاهدة في إحدى الفديوهات أحد هؤلاء الشباب الإسرائيلي أفيتار ديفيد، البالغ من العمر 24 عامًا، الذي اختُطف خلال هجوم حماس على مهرجان نوفا الموسيقي يوم 7 أكتوبر 2023. في الفيديو، بدا أفيتار هزيلًا للغاية، وذكر أنه لم يتناول الطعام منذ أيام، معبرًا عن يأسه من الوضع الذي يعيشه. ونشرت حركة الجهاد الإسلامي أيضا فيديو يظهر فيه الرهينة الإسرائيلي روم براسلافسكي، الذي لا يزال محتجزًا في غزة منذ اختطافه خلال أحداث أكتوبر 2023. في الفيديو، بدا روم متعبًا وهزيلًا، مما أثار قلق عائلته والمجتمع الدولي. هذه المشاهد تُعد رسالة مزدوجة: من جهة، تذكّر إسرائيل والرأي العام الدولي بمصير هؤلاء الرهائن، ومن جهة أخرى، تضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه المدنيين المحاصرين، الذين أصبحوا رهائن في وطنهم. ويُخشى أن تؤدي هذه الظروف إلى فقدان أرواح إضافية، ما قد يزيد من تعقيد المشهد ويقوّض فرص التهدئة أو التوصّل إلى اتفاق تبادل أسرى. في ظل هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بوقف فوري للحصار الغذائي، ليس فقط لحماية المدنيين، بل أيضاً لإنقاذ حياة الرهائن أنفسهم. فالسياسات العقابية الجماعية لا تخدم أحداً، لا إسرائيل التي تسعى لتحرير مواطنيها، ولا الفلسطينيين الذين يواجهون شبح المجاعة. وإلى متى يستمر المجتمع الدولي في مراقبة هذا الانهيار الإنساني دون تحرك فعّال؟ وتعيش غزة اليوم واحدة من أكثر المراحل مأساوية في تاريخها، إذ تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق نتيجة الحصار الغذائي الخانق الذي تفرضه إسرائيل منذ شهور، وسط صمت دولي وانتقادات خجولة. وبدأ المجتمع الدولي يستفيق تدريجياً، حيث أطلقت منظمات حقوقية تحذيرات قوية من خطر حدوث مجاعة جماعية في غزة، مطالبة برفع الحصار فوراً والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وأعلنت إسرائيل من جانبها السماح لبعض الشحنات الغذائية بالوصول جواً، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتخفيف الضغط الدولي لا أكثر. وتُصر حركة حماس على تحميل إسرائيل كامل المسؤولية عن الوضع الكارثي، معتبرة أن سياسة التجويع لن تجلب الأمن لأي طرف. في الأثناء، تتواصل الاتصالات الدولية خلف الكواليس لمحاولة إيجاد تسوية إنسانية عاجلة تضمن على الأقل إدخال الأغذية والأدوية، فيما يتصاعد الغضب الشعبي في العالم العربي وبعض العواصم الغربية التي بدأت تشهد احتجاجات مطالبة برفع الحصار وإنقاذ غزة من الموت البطيء.
كلمات مفاتيح: فيديو رهائن اسرائيل ، المجاعة في غزة
consultez la page originale