ظاهرة الزواج في عزلة عن العائلة
كتب : نذير عزوز يوم 2025-08-07 | مجتمع
في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها المجتمعات، برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة اجتماعية جديدة تُعرف بما يمكن تسميته بالزواج المعزول عن العائلة أو elopement أو الالتحام الزوجي المنفصل.
في هذه الظاهرة الحديثة، يُقرر الزوجان أو أحدهما قطع أو تقليص الصلات العائلية بشكل ملحوظ، إما لأسباب شخصية أو نتيجة لضغوط نفسية أو زوجية، مما يخلق نمطًا معيشيًا غير معتادا، تتضارب حوله الآراء بين من يعتبره خيارًا خاصًا، ومن يراه اضطرابًا سلوكيًا له تبعات خطيرة. ولا شك أن لكل علاقة زوجية حقها في الخصوصية، لكن عندما تتحول هذه الخصوصية إلى عزلة اجتماعية ممنهجة، يكون الخلل واضح. ففي هذا النموذج، تُستبدل شبكات الدعم التقليدية للأسرة كالأقارب والأصدقاء بما يشبه الفقاعة الزوجية، حيث يُصبح الشريكان معزولين عن العالم الخارجي، سواء بإرادتهما أو نتيجة فرض أحد الطرفين لعزلة إجبارية. وترجع أسباب العزلة لتجارب سلبية سابقة حيث يكون أحد الزوجين قد نشأ في بيئة عائلية متوترة، مما يجعله يفضل القطيعة أو الاتجاه نحو إقصاء عائلة الآخر لمنع التأثير أو التدخل. ويمكن تفسير ذلك في المفاهيم الخاطئة عن الزواج الناجح، حيث يُنظر إليه كمشروع ذاتي مغلق، اذ الضغط الذي يمارسه الشريك الذي يستخدم العزلة كنموذج ناجح، يرى أنها وسيلة إثبات للولاء أو أداة تحكم على الأسرة الناشئة. وبهذه الطريقة يكفي للعشيقين أن يتزوجا دون ضجيج ولا احتفالات ولا مصاريف أو تداين. هذه الظاهرة حلت في جميع العواصم الغربية وأصبحت منتشرة أيضا في تونس وقد ترسخت في المجتمع التونسي ظاهرة الزواج في عزلة عن العائلة باندثار فصول الأفراح.
كلمات مفاتيح: الزواج المعزول ، مشروع زواج
consultez la page originale