ساناي تاكايتشي: أول امرأة تقترب من قيادة اليابان
كتب : نذير عزوز يوم 2025-10-10 | عالم
في خطوة تاريخية تُعيد تشكيل المشهد السياسي الياباني، تقترب ساناي تاكايتشي زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم من الطريق المباشر لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة وزراء اليابان
وتمثل تاكايتشي شخصية محافظة وموقفها تُثير جدلاً واسعاً في عدة قضايا، من الاقتصاد إلى السياسة الخارجية والاجتماعية. ساناي بالغة 64 من العمر، وتنحدر من محافظة نارا، وهي حاصلة على شهادة من جامعة كوبه. ساناي تاكايتشي بدأت مسيرتها السياسية في التسعينات، وتدرجت في عدة مناصب داخل الحزب الحاكم، من بينها وزيرة الاتصالات، ووزيرة الأمن الاقتصادي، قبل أن تُصبح من أبرز الأسماء المرشحة لقيادة اليابان. تاكايتشي معروفة بخطابها الحاد أحياناً، وبمواقفها الرافضة للانفتاح الليبرالي الذي تبنّاه بعض من سبقها، ما أكسبها تأييد القواعد المحافظة داخل الحزب. وفي برنامج تاكايتشي إعادة إطلاق حزمة تحفيز اقتصادي واسعة، تشمل خفض ضريبة الدخل وتقديم مساعدات نقدية للأسر المتضررة من التضخم، بالإضافة إلى دعم الوقود وإعفاءات ضريبية للشركات الصغرى في الأرياف. كما تدعم تاكايتشي تعديل المادة 9 من الدستور، التي تحظر استخدام القوة العسكرية، وترى في ذلك ضرورة حماية اليابان في ظل التوترات الإقليمية. كما تؤيد زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز التحالف الأمني مع الولايات المتحدة. في مواجهة الصين، تتبنى ساناي نهجًا حازمًا في مواجهتها، سواء في قضايا الأمن أو الاقتصاد، وتدعو لتقليل الاعتماد التجاري عليها، وتوسيع الشراكات مع دول جنوب شرق آسيا والهند. وتعارض تاكايتشي الزواج المثلي، وتُدافع عن القيم العائلية التقليدية، كما ترفض فكرة تعديل قانون الأحوال المدنية للسماح للزوجين باستخدام أسماء عائلية مختلفة بعد الزواج. وترى تاكايتشي ضرورة رعاية قرارات بنك اليابان للسياسات الحكومية وعدم التسرع في رفع الفائدة على حساب النمو الاقتصادي. ورغم شعبيتها في أوساط المحافظين، تواجه تاكايتشي معارضة من التيارات الليبرالية والنسوية، التي ترى في خطابها تراجعًا عن المكاسب الاجتماعية. لكن الدعم القوي من قواعد الحزب وكتلته البرلمانية مكّنها من تجاوز خصومها، والاقتراب من كسر أحد أكبر الحواجز في السياسة اليابانية: تولّي امرأة رئاسة الحكومة. هذه المرأة تدخل التاريخ الياباني من باب السياسة لا من باب الرمزية، وبرنامجها المحافظ يفتح فصلاً جديدًا في مستقبل البلاد.
كلمات مفاتيح: إمرأة يابانية تدخل التاريخ ، اليابان سياسة
consultez la page originale