ارشيف:

حشد عسكري ضخم قبالة سواحل فنزويلا

كتب : نذير عزوز يوم 2025-09-27 | عالم

Partager

دخلت الولايات المتحدة هذه السنة في مواجهة متصاعدة مع فنزويلا تحت ذريعة مكافحة الاتجار بالمخدرات.

وتبين بعدها أن الحكومة الأمريكية ستنفّذ ضربات على أهداف عصابات المخدرات داخل المياه الدولية القريبة من ساحل فنزويلا. وبالفعل، يوم 2 سبتمبر 2025 أعلن الرئيس ترامب أن البحرية الأمريكية نفّذت ضربة على قارب يُعتقد أنه ينقل مخدرات من فنزويلا، حيث قُتل 11 شخصًا. وتُعد هذه الضربات جزءًا من استراتيجية أوسع للولايات المتحدة تحت مسمّى حملة العالمية ضد الكارتيلات (Global Campaign Against Cartels). في المقابل، تردّ فنزويلا بتحشيد عسكري داخلي، وباستدعاء قوات ميليشيا، مع إعلان حالة الطوارئ لردع أي تدخل خارجي. في المحافل الدولية، أعلنت فنزويلا أن التهديدات الأمريكية غير قانونية وأخلاقياً مرفوضة، واتهمت واشنطن بمحاولة السيطرة على ثروات البلاد من النفط والغاز. وأمام هذا التوتر المتصاعد، تقف الصين كمجرد مراقب فاعل في هذا الصراع؛ لأن مصالح الصين في الميزان والعلاقات الاستراتيجية مع فنزويلا قد تؤثر على مجريات الأمور. فبالنسبة للصين، فنزويلا تُعدّ واحدة من شركاء الصين في كل الأحوال في أمريكا اللاتينية، كونها مستفيدة من القروض والاستثمارات الصينية. ولقد شاركت الصين في تمويل مشاريع بنية تحتية، واستثمرت في قطاع الطاقة، وفي مبادلات النفط مقابل القروض. ولقد أدانت الصين التوسّع العسكري الأمريكي قرب سواحل فنزويلا، معتبرة أنّه خرق للسيادة الدولية. وقالت في بيانات رسمية، إنها تدعم فنزويلا في حمايتها لكرامتها ولسيادتها وترفض أي تدخل خارجي غير مبرر إلا أنها تقيّد تدخلها المباشر. فاستراتيجيتها عادة ما تكون دعمًا اقتصاديًا وسياسيًا بحدود، دون الدخول في مواجهات عسكرية مع قوة كبرى مثل الولايات المتحدة. فإذا توسَّع النزاع بين واشنطن وكاراكاس، قد تضطر الصين للموازنة بين دعمها لفنزويلا من جهة، والخوف من التصادم مع الولايات المتحدة من جهة أخرى وقد تستخدم الدبلوماسية في الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية أو تقديم جهود وساطة. ومن الناحية العسكرية، من الممستبعد أن ترسل الصين قوات أو تتدخل عسكريًا مباشرة، لكن قد تدعم لوجستياً أو بتزويد فنزويلا بتقنيات دفاعية. وقد نشرت وزارة الدفاع الفنزويلية وحدات بحرية وطائرات مداهمة وسفن وطائرات مسيرة لمراقبة السواحل الكاريبية، كرد فعل على تحشيد الأسطول الأمريكي قرب المياه الفنزويلية. أما من الجانب الأمريكي، فإنه تم نشر 8 سفن، مع ما يُقارب 4 آلاف جندي بحري ومارينز مزودة بصواريخ موجهة، سفن برمائية، وغواصة تعمل بالطاقة النووية قبالة السواحل الفنزويلية ضمن مهمة مكافحة المخدرات. كما تم إرسال طائرات F35 إلى بورتو ريكو لدعم العمليات الجوية ضمن الحملة ضد تهريب المخدرات. وردا على هذا الحشد العسكري الأمريكي، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي عن زيادة عدد الجنود في المناطق الساحلية والحدودية التي تعدّ طرق تهريب محتملة، ليصل العدد إلى حوالي 25 ألف جندي في ولايات مثل زوليا، فالس، دلتا أماكور، وغيرها.

كلمات مفاتيح: حرب محتملة في فنزويلا ، حشد عسكري في بحر الكاراييب

consultez la page originale