الصين: طريق التحول الأخضر بقيادة شي جين بينغ
كتب : نذير عزوز يوم 2025-10-07 | ثقافة
تسعى الصين عبر برنامج يمتد إلى سنة 2035 إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل ملموس، في إطار التزامها بمواجهة التغير المناخي. ويقود الرئيس شي جين بينغ هذا المسار البيئي ضمن رؤية توازن بين التنمية والنظافة البيئية.
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، وضغوط المجتمع الدولي لخفض الانبعاثات، أعلنت الصين عن برنامج بيئي طموح يمتد إلى سنة 2035، يهدف إلى تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحقيق تحول بيئي مستدام دون التضحية بالتنمية الاقتصادية. الرئيس شي جين بينغ جعل من هذا التوجه حجر الزاوية في الصين الحديثة، مؤكدًا أن المعركة من أجل البيئة لا تقل أهمية عن التنمية أو السيادة. وقد وعد بأن تتحول الصين من أكبر مصدر للانبعاثات إلى نموذج في الحوكمة البيئية. البرنامج يعتمد على عدة آليات مترابطة، أولها التحول الطاقي، حيث شرعت الصين في تقليص اعتمادها على الفحم الذي يظل مصدر الطاقة الرئيسي مقابل تعزيز استثماراتها الضخمة في الطاقة الشمسية الرياح والطاقة النووية. وفي هذا السياق، تم إطلاق مشاريع عملاقة في غرب البلاد لبناء أكبر مزارع الطاقة النظيفة في العالم. ثانيًا، دعمت الحكومة الابتكار التكنولوجي في مجالات تخزين الكربون، والهيدروجين الأخضر، والسيارات الكهربائية، وهي مجالات تشهد نموا سريعا بفضل التمويلات الحكومية والتسهيلات الجبائية. من جهة أخرى، تسعى الصين إلى إرساء نظام ضريبي بيئي صارم، عبر آلية تسعير الكربون التي تُلزم الصناعات الثقيلة بدفع مقابل انبعاثاتها، وهو ما يشجع على تقنيات أنظف ويضع حدًا للتلويث غير المحسوب. في الميدان التشريعي، شرعت الدولة في تشديد القوانين البيئية، من خلال مراقبة صارمة للانبعاثات باستخدام أنظمة رقمية متقدمة ترتكز على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مما يضمن رصدًا لحظيًا للمخالفات البيئية. افق 2035 هو موعد مفصلي: من المتوقع أن تبلغ فيه الصين ذروة انبعاثاتها، لتبدأ بعدها مرحلة الانخفاض التدريجي والمستدام، نحو الهدف الأكبر وهو الحياد الكربوني الكامل بحلول 2060. هذا البرنامج لا يعكس فقط رغبة الصين في التكيف مع متغيرات العالم، بل طموحها في قيادة المعركة المناخية عالميًا، وفق نموذج تنموي بيئي خاص بها، يزاوج بين السيادة الوطنية والمسؤولية الكونية.
كلمات مفاتيح: الحياد الكربوني ، 2035
consultez la page originale