بعد افتتاح أكبر متحف آثار في مصر، أعلنت السلطات المصرية عن مطالب رسمية لبعض العواصم الأجنبية باسترجاع عدد من التحف الأثرية الهامة، من بينها تمثال نفرتيتي الشهير.
ويأتي هذا التحرك ضمن جهود مصر المستمرة لإعادة القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية أو خلال الحقبة الاستعمارية، وتعزيز مقتنيات المتحف الجديد الذي يضم آلاف القطع من مختلف الحضارات المصرية القديمة. وقال مسؤول بوزارة السياحة والآثار المصرية إن استعادة هذه القطع ليست مجرد مسعى ثقافي، بل هي استعادة للهوية الوطنية والحضارية لمصر، مشيرًا إلى أن السلطات تتواصل مع المتاحف الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة لإجراء مفاوضات رسمية حول إعادة التحف. ويعد تمثال نفرتيتي، الذي يعود تاريخه إلى الأسرة الثامنة عشر، من أبرز الرموز الفنية للحضارة الفرعونية، وقد أثار الخلافات التاريخية بين مصر وألمانيا حول ملكيته لأكثر من قرن. ويأمل القائمون على المتحف الجديد أن يؤدي استرجاع هذه التحف إلى تعزيز السياحة الثقافية وإتاحة الفرصة للجمهور لمشاهدة هذه القطع الأثرية في وطنها الأصلي، ضمن أكبر مشروع متحف أثري في مصر حتى الآن.
ويمتد المتحف على أكثر من 50 ألف متر مربع، ما يجعله الأكبر من نوعه في المنطقة ويضم آلاف القطع الأثرية، تشمل تماثيل فرعونية، مومياوات، أدوات يومية، ونقوش هيروغليفية كما يوفّر المتحف تجارب تفاعلية للزوار باستخدام الواقع المعزز والوسائط الرقمية لتقديم شرح تفصيلي عن الحضارة المصرية القديمة. ويتميز المتحف أيضا بأسلوب يجمع بين الحداثة والتراث المصري، مع قاعات عرض واسعة وقبة رئيسية ضخمة ومكتبات، وقاعات محاضرات، ومقاهي ومناطق ترفيهية لتقديم تجربة سياحية متكاملة.