منذ 27 سبتمبر 2025 يشهد المغرب سلسلة من التظاهرات في عدة مدن كبرى، ينظمها تجمع يُدعى GenZ 212 ويمثل جيل الشباب. وتطالب هذه الاحتجاجات بإصلاح شامل لنظام التعليم والخدمات الصحية العامة وتغيير السياسات.
وفي أعقاب هذه التحركات جاءت وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى عمومي بأكادير، ما أثار غضباً واسعاً حول تدهور الخدمات الصحية. كما عبر المتظاهرون عن استيائهم من استثمار الدولة في البنية التحتية الرياضية لاستضافة كأس أفريقيا 2026 وكأس العالم 2030، بينما تعاني القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم من نقص التمويل. ولفد أسفرت المظاهرات عن اعتقال مئات الشباب خلال الأيام الأربعة الأولى، مع استمرار الاحتجاجات رغم عدم السماح بها من قبل السلطات. إن العوامل الاقتصادية والاجتماعية الكامنة وراء هذه الأعمال الأخيرة في المغرب معقدة ومتجذرة في تحديات التنمية التي تواجهها البلاد. ووفقًا لدراسة حديثة عُرضت في الرباط، ترتبط الأسباب الرئيسية للاضطرابات بفشل السياسات العامة التي تستهدف الشباب وقصور النظام التعليمي. وقد أدت هذه القصورات إلى تنامي الشعور بالإحباط والتهميش بين الشباب المغربي، مما أدى إلى تأجيج العنف والاضطرابات. علاوة على ذلك، تُفاقم القضايا الاجتماعية والتعليمية، مثل نقص فرص العمل وضعف مشاركة الشباب، التوترات داخل المجتمعات. ويُعدّ إدراك هذه العوامل الرئيسية أمرًا ضروريًا لمعالجة الأسباب الجذرية لأعمال الشغب وتطبيق حلول فعّالة تعزز التماسك والاستقرار الاجتماعيين مثل فشل السياسات التي تستهدف الشباب وقصور النظام التعليمي وإحباط الشباب وتهميشهم والبطالة. ولقد أثّرت أبرز أحداث ومظاهر أعمال الشغب بشكل كبير على المجتمع المغربي، لا سيما في الملاعب الرياضية والمراكز الحضرية. الحوادث ليست معزولة؛ وادلعت في فاس، أين اعتقلت السلطات 35 شخصًا في منتصف أكتوبر، و46 آخرين في نهاية الشهر، مما يشير إلى نمط متكرر من العنف.
وغالبًا ما تتضمن أعمال الشغب هذه أعمال تخريب واعتداءات واشتباكات بين الجماعات المتنافسة، مما يعكس التوترات الكامنة. بالإضافة إلى ذلك، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في حشد وتحريض احتجاجات الشباب، كما يتضح من حركة ثورات الجيل Z، التي نقلت المظالم الاجتماعية إلى الشوارع. ولأعمال الشغب تداعيات عميقة على المجتمع والسياسة المغربية، إذ تقوض الاستقرار الاجتماعي وتتحدى السياسات الأمنية وتهدد السلم المجتمعي، مما دفع السلطات إلى فرض عقوبات أشدّ وتعزيز الإجراءات الأمنية. سياسيًا، تكشف الاضطرابات عن الإحباطات إزاء قضايا الفساد والحوكمة، حيث تُدين العديد من احتجاجات الشباب الإنفاق الحكومي على الرياضة مع إهمال الاحتياجات الاجتماعية. علاوة على ذلك، غالبًا ما ترتبط ظاهرة الشغب والعنف بقضايا مجتمعية أوسع، مثل الفوضى وانعدام الانضباط، مما يُشوّه صورة المغرب دوليًا ويهدد الوحدة الوطنية. وتتطلب معالجة هذه الآثار استراتيجيات شاملة تشمل الإصلاح الاجتماعي وتطبيقًا أكثر صرامة للقانون، وجهودًا لاستعادة ثقة الشعب. وراء هذه الاحتجاجات مجموعة جيل زد وهو مصطلح يُستخدم لوصف الجيل الذي وُلد تقريباً بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من الألفية الثالثة (حوالي 1997-2012) يعني مع الإنترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وفي سياق المظاهرات المغربية، GenZ 212 هو اسم التجمع الشبابي المنظم للاحتجاجات، حيث يشير 212 إلى رمز الاتصال الدولي للمغرب 212، مما يدل على هوية مغربية شابة تطالب بالتغيير.