منذ شهر ماي 2025، وعندما زار المستشار الألماني فريدريش ميرتس ليتوانيا، وحذر من التهديد الروسي تأسست أول وحدة عسكرية ألمانية دائمة في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية، مهمتها تعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو .
واتخذت دول البلطيق، مثل إستونيا ولاتفيا، خطوات مماثلة لتعزيز دفاعاتها، بما في ذلك نشر أسلحة مضادة للدبابات على طول الحدود مع روسيا وبيلاروسيا، في إطار استعدادات لمواجهة أي تهديد محتمل. وتستعد ليتوانيا، الدولة الواقعة في منطقة البلطيق أيضا، لمواجهة محتملة مع روسيا من خلال تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل غير مسبوق. واقتنت دبابات Leopard 2A8 حيث خصصت 461 مليون يورو لشراء 44 دبابة ألمانية ، وهي أول مرة في تاريخها تمتلك فيها كتيبة مدرعة من هذا النوع. رغم أن التسليم متوقع في عام 2030، فإن هذه الصفقة تهدف إلى إرسال رسالة ردع واضحة لموسكو. كما حصنت ليتوانيا جسور استراتيجية، مثل جسر نهر نيموناس المؤدي إلى مقاطعة كالينينغراد الروسية، عبر تركيب عوائق معدنية وألغام، مع استعداد لتفجيرها في حال وقوع هجوم. كما تم تعزيز خط دفاع البلطيق بالتعاون مع إستونيا ولاتفيا، من خلال نشر ألغام، حواجز خرسانية، وأسوار، وبناء نحو 600 ملجأ. وتخشى ليتوانيا من محاولة روسيا السيطرة على ممر سوالكي، الذي يربط بيلاروسيا بمقاطعة كالينينغراد عبر الأراضي الليتوانية، مما قد يؤدي إلى فصل دول البلطيق عن بقية دول الناتو.
هذا الممر يُعتبر نقطة ضعف استراتيجية في الدفاع الجماعي للحلف. وتُظهر هذه التحركات بهد تصاعد التوترات في منطقة البلطيق، مع استعداد ليتوانيا وجيرانها لمواجهة أي تصعيد محتمل من الجانب الروسي. ويعتبر ممر سوالكي (65 كلم Suwalki Gap) شريط جغرافي ضيق واستراتيجي هام، يقع على الحدود بين ليتوانيا وبولندا، ويفصل بين كالينينغراد (الجيب الروسي المعزول عن روسيا الأم) وبيلاروسيا، الحليف الأقرب لموسكو وإذا سيطرت روسيا على هذا الممر، فستتمكن من قطع دول البلطيق (ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا) عن بقية أوروبا، مما يعزلها عن دعم الناتو البري. وهو كذلك طريق بري محتمل لروسيا لربط كالينينغراد ببيلاروسيا، خاصة في حال نشوب صراع مع الغرب. ويُنظر للممر على أنه أحد أخطر النقاط الاستراتيجية في أوروبا حاليًا، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا، إذ يمثل خط تماس محتمل بين الناتو وروسيا.