بعد دمار النسيج الصناعي وقطاع السياحة، احتياطي العملة الأجنبية ينهار
كتب : نذير عزوز / تونس - المساء / 2023-06-09 / اقتصاد
أعلن البنك المركزي التونسي عن تراجع احتياطي العملة الصعبة إلى مستوى لا يتجاوز 91 يوما من الواردات، واعتبر أنه وصل إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات.
وسجل البنك المركزي انخفاضا للاحتياطي من العملة الأجنبية إلى 21 مليار دينار وذلك يوم 7 جوان 2023 مما يعني أن دفوعات الواردات سوف لا تتجاوز 91 يوما، في حين أن في نفس هذا التاريخ من السنة الفارطة كان الاحتياطي من العملة الأجنبية يصل إلى 123 يوما. ويلاحظ خبراء الاقتصاد ان هذا التراجع ناتج عن تدهور المعاملات المالية الناتجة عن الصناعات التصديرية والسياحة التي تدفق العملات الاجنبية نحو تونس. ولقد سجلت تونس تراجع في قطاع التصدير منذ حلول الربيع العربي حيث دُمر النسيج الصناعي بضياع المؤسسات المصدرة كليا بالوقفات الاحتجاجية للعمال حيث تعالت الأصوات للمطالبة بالحرية والكرامة واندثر معها قطاع خاص كان يجني العملة الصعبة إلى خزائن الدولة بآلاف المليارات. وخلال هذه العشرية التي تلت الربيع العربي اختلطت كذلك مفاهيم السياسات الاقتصادية بين من يؤسس لدولة مدنية ومن يرى في ثورة الحرية والكرامة فرصة سانحة لإعادة الفتحات الاسلامية. ولقد سمح تطاحن أفكار السياسيين على المنابر الإعلامية على وقع ردة فعل عنيفة على وجه الواقع بحبك عمليات إرهابية أسفرت عن قتل سياسيين وأمنيين وكذلك مدنيين وسياح أجانب.
إقرأ كذلك:
( نشر يوم 2022-06-26)
روسيا تحضر لإطلاق سلة عملات مع حلفاءها
ورغم بنيتها التحتية المميزة وموقعها الاستراتيجي فإن البلاد التونسية وقعت في فخ الوجهة السياحية المشبوهة في الإعلام الغربي. وحتى يبقى الغرب في مأمن من تداعياتها، أصدرت بعض القنصليات الأجنبية في عديد المرات انذارات نحو رعاياها لأخذ الحذر من بعض المناطق الغير آمنة على التراب التونسي مما أدى إلى تدهور السمعة السياحية لتونس كذلك. وبضياع القدرات الصناعية المصدرة وقطاع السياحة ، ضعفت الموازنة المالية العامة للدولة بين تصدير وتوريد مما جعل الاحتياطي من العملة الصعبة يقترب شيئا فشيئا إلى 3 أشهر. ويؤشر وصول الاحتياطي إلى خط أحمر الآمن لمصداقية البلاد في معاملاتها المالية، إلى تداعيات على المعاملات البنكية على وجه الخصوص تجعل السلع الموردة نحو تونس إلى فرض خلاصها عند وصولها إلى المواني التونسية، وهو ما يعني انتهاء الاقتراض بالعلمة الأجنبية في كل عملية توريدية لتصبح المالية العمومية التونسية في ورطة دوامة سلبية لا تستطيع خلاص ما عليها في وقته من جهة ويصعب لها الاقتراض من جهة أخرى. وحتى تصلح الوضعية المالية العمومية في تونس، على السلطة الحالية وضع خارطة طريق اقتصادية جديدة تؤسس لرؤية مستقبلية منقذة ينخرط فيها كل الأطراف الاجتماعية بما في ذلك اتحاد الشغل وكل الأطراف السياسية. وفي أولى الأولويات الاصلاحية ايقاف نزيف الشركات العمومية الخاسرة التي تستهلك مدخرات الدولة أكثر مما تنتج لها وفتح فرصة الاستثمار فيها للقطاع الخاص الذي سيحيي القفزة المرجوة للاقتصاد التونسي.
إقرأ كذلك:
( نشر يوم 2023-05-26)
فتح تحقيق في حق مجمع كاستل بسبب تمويل الارهاب
كلمات مفاتيح : الاقتصاد التونسي ، الاحتياطي من العملة الاجنبية
اقرأ أيضا
افتتح السفير الإيطالي أليساندرو بروناس المعرض الفوتوغرافي ... إقرأ المزيد
في أعقاب الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب على السلع ... إقرأ المزيد
عقد فريق دفاع كيليان مبابي ندوة صحفية أعلن خلالها المحامون عن رفع ... إقرأ المزيد
تصدرت مؤخرا أغنية يرولي يا مما يرولي مرحلة الترند في منصات ... إقرأ المزيد
فازت شركة UNILEVER تونس، مؤخرا بـ 10 جوائز خلال حفل تحت عنوان: انتخب ... إقرأ المزيد
تتعرض جزيرتا أمورجوس وسانتوريني باليونان منذ عدة أسابيع لنشاط ... إقرأ المزيد
مرّ أسبوع على الاعتصام النضالي الذي يتواجه فيه تيار ديمقراطي ... إقرأ المزيد
اختتم المعرض الدولي للسياحة الاسباني فيتور FITUR في نسخته الخامسة ... إقرأ المزيد
أعلنت شركة كوكاكولا الأوروبية المنتصبة ببلجيكا عن سحب واسع ... إقرأ المزيد
عقدت الهيئة المنظّمة لمسابقة ملكة جمال تونس ندوة صحفيّة يوم ... إقرأ المزيد
بمناسبة مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، إلتقى محمد ... إقرأ المزيد
أعلنت السلطات السورية الجديدة إلغاء الاتفاق التي تسمح بحضور ... إقرأ المزيد
أسدل الستار على النسخة الحادية والعشرين من المعرض الإيطالي ماركا ... إقرأ المزيد
خلال الدورة السادسة Ambition Africa 2024 شارك وزير السياحة والثقافة ... إقرأ المزيد
يعزز التعاون الايطالي التونسي حضوره داخل أعماق البلاد التونسية ... إقرأ المزيد
نقلت قنوات وصحف ومواقع إلكترونية خبر اعتقال الكاتب ... إقرأ المزيد
لا تزال مطالب شركات النقل الجوي في العالم كبيرة وتأتي أفريقيا في ... إقرأ المزيد
تلاحق المحكمة الجنائية الدولية بمعية أوامر بالاعتقال رئيس ... إقرأ المزيد
أنشر
Suivez nous
archives
Politique de confidentialité
termes et conditions
LeSoirTV
Qui sommes nous
administration
ecrivez nous
sitemap sitemap-news Feed RSS
Paramètres de confidentialité et des cookies