امتدت المقابلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لثلاث ساعات، أي أكثر بكثير مما كان مُعلنًا رسميًا، مما فتح الباب أمام تساؤلات وتكهنات واسعة حول فحوى المحادثات.
وقد جرت القمة في أجواء مغلقة، بحضور المترجمين وبعض المستشارين فقط، مما زاد من الغموض وأثار ردود فعل قوية داخل الولايات المتحدة، حيث اتهم منتقدو ترامب بأنه أبدى ليونة مفرطة تجاه بوتين، خاصة فيما يتعلق بملف التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
وفي الندوة الصحفية الختامية، كان بوتين أول من تناول الكلمة، مبرزًا تاريخ العلاقات بين البلدين ومشيرًا إلى أن روسيا وأمريكا دولتان يفصل بينهما مضيق بيرينغ الضيق، في إشارة إلى تقاربهما الجغرافي رغم التباعد السياسي. كما أشاد بوتين بما وصفه بالدور العملي الذي يلعبه ترامب لإيجاد حلول للحرب في أوكرانيا، معلنًا ترحيبه بفكرة إنشاء آلية دولية لضمان السلام، بدعم أوروبي وأوكراني.
بوتين لم يُخفِ رأيه بأن الحرب لم تكن لتندلع لو كان ترامب رئيسًا آنذاك، في إشارة ضمنية إلى انتقاده لإدارة بايدن. من جانبه، أكد ترامب أنه سيتواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومع قادة الناتو ورؤساء عدة دول أوروبية، لإطلاعهم على ما تم التوصل إليه خلال المفاوضات مع الوفد الروسي. لكن اللافت أن كلا الرئيسين امتنع عن كشف تفاصيل المحادثات، ما جعل هذه القمة واحدة من أكثر اللحظات إثارة في سجل العلاقات الأمريكية الروسية، وسط تصاعد التوترات العالمية والرهانات الجيوسياسية الكبرى بين القوتين.