شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة فجر الجمعة 18 جويلية 2025، مما أسفر عن مقتل 14 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات.
وجاءت الضربات على منطقة المواصي غرب خان يونس، استهدفت خيامًا تؤوي عائلات نازحة، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاث نساء وطفل، وإصابة أكثر من 20 آخرين. وقُتلت امرأة وطفلها في قصف استهدف مدرسة حنّاوي، التي كانت تستخدم كمأوى للنازحين، وأُصيب تسعة آخرون. وتزامنت هذه الغارات مع قصف مدفعي وإطلاق نار في مناطق شمال المدينة، مما زاد من حالة الذعر بين السكان. هذه الهجمات جاءت في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، مع تحذيرات من الأمم المتحدة من اقتراب المجاعة. وكانت ردة فعل المجتمع الدولي واسعة ومتعددة الأطراف، خاصة بعد استهداف كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكي في غزة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، بينهم كاهن الكنيسة. وأدان البابا ليو الرابع عشر الهجوم بشدة، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية أماكن العبادة. كما زار بطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا والبطريرك اليوناني الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث غزة في لفتة تضامن نادرة، معلنين عن إرسال مساعدات إنسانية وتسهيل عمليات الإجلاء الطبي. وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أسفه العميق للهجوم على الكنيسة، واصفًا بالخطإ، ودعا إسرائيل إلى تحمل المسؤولية.
وعلى الرغم من الانتقادات الداخلية، لم يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، فمثلا إيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا أعربوا عن استيائها، بينما دعت منظمات حقوقية مثل العفو الدولية إلى فرض عقوبات ووقف تجارة الأسلحة. في المقابل، اتفقت 30 دولة بقيادة جنوب إفريقيا وكولومبيا في قمة عقدت في بوغوتا، على فرض حظر أسلحة ومراجعة العقود الدفاعية مع إسرائيل، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط الدولي. أما في فرنسا، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة قصف الكنيسة، مشيرًا إلى أنها تحظى بحماية تاريخية من فرنسا. واتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب، معتبرة ذلك دليلاً على نية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. و لأول مرة، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الأسف للهجوم على الكنيسة، واصفًا بـالخطإ، في حين أعلن استمرار العمليات العسكرية في غزة. وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في غزة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد الضحايا.