عبر رئيس أركان الجيش الفرنسي، الجنرال تييري بوركار، عن قلقه المتزايد من التهديدات الروسية التي باتت تلامس حدود الأمن الأوروبي، مؤكدًا أن الجيش الفرنسي يجب أن يكون جاهزًا لأي سيناريو محتمل، بما في ذلك صدام مباشر مع روسيا.
وجاء كلام الجنرال بوركار في تصريحات نُشرت في مقابلة صحفية، أين أشار بوركار إلى أن روسيا تضاعف أنشطتها العدائية، سواء من خلال التهديدات السيبرانية أو التحركات العسكرية على حدود الناتو، داعيًا إلى تعزيز التنسيق الدفاعي الأوروبي وزيادة الاستثمار في الجاهزية القتالية. وأكد الجنرال أن العقيدة الدفاعية الفرنسية لم تعد تستبعد احتمال نزاع عالي الكثافة، مشيرًا إلى ضرورة تسريع تحديث العتاد العسكري وتكثيف المناورات المشتركة مع الشركاء الأوروبيين والأمريكيين. وتأتي تصريحات بوركار في سياق توتر متزايد بين الغرب وروسيا، على خلفية استمرار الحرب في أوكرانيا وتوسع نطاق المواجهة غير المباشرة بين موسكو وحلف الناتو.
كما أشار الجنرال تييري بوركار إلى أن التهديد الروسي لا يقتصر على الجانب العسكري الملموس، بل يشمل أيضًا البعد السيبراني، الذي بات يشكل مصدر قلق متصاعد للدفاع الفرنسي والأوروبي. وأوضح أن الهجمات السيبرانية المنسوبة إلى روسيا تستهدف بنى تحتية استراتيجية، ومؤسسات حكومية، وحتى الرأي العام من خلال التضليل والمعلومات الكاذبة، مما يجعل الحرب السيبرانية جزءًا لا يتجزأ من النزاع الحديث. وقال أن أوروبا تستعد لنوع جديد من الحروب، حيث تُمزج الوسائل التقليدية بالصواريخ والطائرات، مع الهجمات الرقمية التي قد تُشل شبكات الطاقة والمواصلات والإدارة. ودعا إلى تسريع بناء قدرات الدفاع السيبراني الفرنسي، مؤكدًا أن المعركة القادمة قد تُخاض جزئيًا في الفضاء الرقمي، حيث يكون الهجوم غير مرئي لكن آثاره ملموسة على الأرض.