رُصدت ظاهرة غريبة ومقلقة هذه الأيام في غرب فرنسا، حيث عُثر على عشرات العصافير النافقة في مناطق متفرقة من الريف، خصوصًا في مقاطعتي بريتاني ولوار أتلانتيك.
هذه الحوادث المتكررة أثارت موجة من القلق البيئي والصحي، ما دفع السلطات الفرنسية إلى فتح تحقيق عاجل للكشف عن الأسباب. ويُشتبه في أن تكون المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية الزراعية المستعملة في المنطقة وراء هذه الظاهرة، نظراً لقدرتها المحتملة على تسميم الطيور. كما لم يُستبعد تأثير العوامل المناخية غير الاعتيادية، على غرار الحرارة المفرطة أو العواصف المغناطيسية، التي قد تربك أجهزة التوجيه الطبيعية لدى العصافير وتتسبب في سقوطها بشكل مفاجئ. وتخضع حاليًا مصادر المياه والتربة والهواء لتحاليل دقيقة، في محاولة لاستبعاد فرضية وجود وباء أو طفيليات بين أسراب الطيور.
وقد دعت السلطات البيئية المزارعين إلى الامتناع مؤقتًا عن استخدام بعض المواد الكيميائية، فيما طالبت الجمعيات البيئية بالكشف بشفافية عن نتائج التحاليل، في ظل تزايد استياء السكان المحليين وخوفهم من التأثيرات السلبية على النظام البيئي. رغم عدم صدور نتائج رسمية حتى الآن، فإن هذه الظاهرة تُعيد إلى الأذهان حوادث مشابهة وقعت سابقًا في ألمانيا والولايات المتحدة، حيث كان التلوث الكيميائي هو السبب الأرجح. الزراعة القاتلة للطيور باتت تمثل خطرًا حقيقيًا على التنوع البيولوجي، وتفرض تساؤلات ملحة حول مستقبل التوازن البيئي في أوروبا.