وتأتي هذه الخطوة في سلسلة من الإجراءات الاستراتيجية للدفاع عن سيادة البرازيل ومصالحها الاقتصادية. ولقد وافق الكونغرس البرازيلي على قانون الرد التجاري في جويلية الماضي الذي يمنح الحكومة صلاحية فرض رسوم جمركية مماثلة على المنتجات الأمريكية. وفي هذا الصدد، أشار لولا إلى أن بلاده مستعدة لتطبيق هذه الرسوم إذا لم تتراجع واشنطن عن قرارها. وكانت البرازيل على إثر انطلاق الهجمة الاقتصادية الأمريكية، قدمت البرازيل شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية، معتبرة أن الرسوم الأمريكية تحمل دوافع سياسية وغير مبررة اقتصاديًا. كما وصفها لولا بالابتزاز الغير مقبول. وفي الأثناء، أبدى كذلك استعدادًا للحوار مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه شدد على أن تكون أي مفاوضات محترمة لسيادة البرازيل واستقلالية نظامها القضائي. وأكد وزير المالية البرازيلي، فرناندو حداد، أن تجرى محادثات تمهيدية مع وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، للتحضير لاجتماع محتمل بين الزعيمين. وتزامنا مع هذه الأحداث، شهدت البرازيل موجة من الاحتجاجات الرقمية المعروفة تحت مسمى فامبيتاكو، حيث يستخدم المواطنون وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم للرسوم الأمريكية المفروضة عليهم، مما أدى إلى تقييد التعليقات على حسابات ترامب في منصات التواصل الاجتماعي.
ويعود مصطلح كلمة فامبيتاكو (Vampetaco)، ظهر في البرازيل منذ أواخر شهر جويلة 2025، إلى كلمتين، Vampeta اسم لاعب كرة قدم برازيلي سابق معروف بصوره الساخرة والفاضحة، وaco كلمة تُستخدم بالبرتغالية للدلالة على شيء ضخم أو حملة مكثفة. وتحت هذه المصطلح الجديد، نشر المدونون البرازيليون صور ساخرة وغير لائقة لفامبيتا على حسابات ترامب في منصات Truth Social، وإنستغرام، وتويتر (X) وهي صور للاحتجاج الرمزي والسخرية السياسية من سياسات ترامب، خصوصًا حول العقوبات الاقتصادية وتدخله في القضاء البرازيلي. وبسبب الهجمة البرازيلية الرقمية اضطرت حسابات ترامب إلى تعطيل التعليقات مؤقتًا بسبب الكم الهائل من المشاركات. وفي ظل هذه التطورات والمد الشعبي، يُظهر لولا بموقف حازم يجمع بين الدفاع عن السيادة الوطنية والسعي للحوار البناء، مع استعداد لاتخاذ خطوات تصعيدية إذا لزم الأمر.