تمثلت الدفعة الأولى من اتفاق شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس، ساهم فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اختبارًا أمام العالم على إمكانية التقدّم نحو تهدئة مستدامة بعد سنوات من الصراع.
التحدي ليس فقط في توقيت التنفيذ، بل في المراحل التي ستتطلب ثقة متبادلة بين حماس واسرائيل، وضغوط دبلوماسية كبيرة، ورغبة حقيقية في تحقيق السلام بعد سنوات من العنف والدمار. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا حكومته إلى إقرار الاتفاق سريعًا، مؤكدًا أن السلام سيكون مفيدًا ومطلوبًا من الجميع، فتم الإعلان الرسمي عن الاتفاق بعد جلسة توقيع مقرّرة في شرم الشيخ، على أن يصادق عليه مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال 24 ساعة، ومن ثمة يُفعَّل الاتفاق بالفعل الميداني وفق جدول زمني محدد. ولقد رحّب العديد من الفاعلين الدوليين بهذا الاتفاق باعتباره خطوة أولى نحو تهدئة أكبر. الأمين العام للأمم المتحدة دعا جميع الأطراف إلى الالتزام الفوري والشامل بتنفيذ البنود. وأكّدت حماس أن الاتفاق يتضمن ضمانات دولية لمنع إسرائيل من تأخير تنفيذ الالتزامات، وشدّدت على أن التنفيذ يجب أن يكون عادلًا ومتّزناً. لكن رغم التفاؤل الحذر، لا تزال هناك مخاوف كبيرة مثل جدوى الانسحاب العسكري ومدى التزام إسرائيل به، خاصة في المناطق الحسّاسة وقدرة حماس على تسليم الرهائن جميعًا دفعة واحدة، خصوصًا في ظل الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
من جهتها، رفضت قوى المعارضة الاسرائيلية بعض التنازلات والسؤال سيبقى مطروح: كيف ستدار المرحلة الثانية أمام هذه الرهانات؟ يبدو اذا أن الفائز الوحيد في هذه المرحلة هو ترامب الذي قال أنه فخور جدًا عن توافق إسرائيل مع حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام التي اقترحتها. هذا يعني أن جميع الرهائن سيُطلق سراحهم قريبًا، وأن إسرائيل ستُسحب قواتها إلى خط متفق عليه كخطوة أولية نحو سلام قوي، دائم. ثم زاد، سيُعامل جميع الأطراف بعدالة! هذا يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، لإسرائيل، للدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأمريكية. ونشكُر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث التاريخي غير المسبوق.