محاولة اغتيال رئيس الإكوادور نوبوا
كتب : نذير عزوز يوم 2025-10-08 | عالم
في تطور مقلق يُنبئ بتصاعد التوترات في الساحة السياسية الإكوادورية، أعلن مسؤولون في الحكومة عن تعرض موكب الرئيس دانيال نوبوا لهجوم أثناء مروره في منطقة كانيار Canar جنوب البلاد يوم الأحد 7 أكتوبر 2025.
وفي خضم الاحتجاجات الشعبية الغاضبة على خلفية قرار الحكومة برفع أسعار الوقود يتعرض موكب نوبوا للرشق بالحجارة من قبل متظاهرين محتشدين. وأفادت وزيرة الطاقة والبيئة إينيس مانزانو أن هناك مؤشرات على وجود آثار إطلاق نار على إحدى السيارات ضمن الموكب، وهو ما دفع السلطات إلى التعامل مع الحادث بوصفه محاولة اغتيال. وقد تم توقيف خمسة أشخاص حتى الآن. كما تجري النيابة العمومية تحقيقات لتحديد ملابسات الهجوم، ودوافع الأطراف المتورطة، وما إذا كانت الحادثة ناجمة عن توتر شعبي تلقائي أو عن تخطيط سياسي منظم. ويأتي هذا الهجوم في سياق احتجاجات متواصلة تقودها جماعات من السكان الأصليين، وممثلين عن قطاعات النقل، ضد قرار الحكومة بإلغاء دعم الوقود، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الديزل، وهو الوقود الأساسي لوسائل النقل والشحن في البلاد. واعتبرت أكبر منظمة للسكان الأصليين في الإكوادور CONAIE أن ما وقع لا يعدو كونه رد فعل شعبي غاضب على السياسات الاقتصادية، ونفت وجود أي نية لمحاولة اغتيال أو اعتداء مخطط له ضد الرئيس. وتصر الحكومة على أن ما حدث هو محاولة منظمة لاغتيال نوبوا، إلا أن تبدو بعض المصادر المستقلة أكثر تحفظاً، مشيرة إلى غياب الأدلة القاطعة حتى الآن على وجود طلقات نارية فعالة استهدفت الرئيس بشكل مباشر ويفتح الجدل في ظل توتر سياسي عام تعيشه البلاد، ووسط انتقادات متزايدة لسياسات نوبوا الاقتصادية، واتهامات له بمحاولة شيطنة المعارضين باستخدام خطاب أمني. وقد يُفضي هذا الحادث إلى تكثيف الوجود العسكري والأمني في المناطق المتوترة، وربما فرض حالة طوارئ جديدة، وهو ما قد يُثير جدلاً داخليًا حول التوازن بين الأمن والحقوق المدنية. كما يرى بعض المحللين أن نوبوا قد يستخدم الحادث لتعزيز صورته كزعيم مستهدف في سبيل الإصلاح، وبالتالي استمالة جزء من الرأي العام الغاضب. من جهة أخرى، إذا شعرت الجماعات المعارضة أن الحكومة تستغل الحادث لتبرير القمع، فقد يؤدي ذلك إلى تأجيج الاحتجاجات وتوسيع رقعتها الجغرافية. حتى الآن، لم يصدر موقف رسمي من دول الجوار أو المنظمات الإقليمية بشأن الحادث، لكن من المتوقع أن تراقب جهات مثل منظمة الدول الأمريكية OAS والأمم المتحدة تطورات الوضع عن كثب، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير. ما بين اتهامات بمحاولة اغتيال، واحتجاجات اجتماعية متصاعدة، تقف الإكوادور على مفترق طرق سياسي وأمني حساس. فإما أن تسير نحو احتواء الأزمة بالحوار والشفافية، أو تنزلق إلى مزيد من الاستقطاب والعنف. ويبقى السؤال الأبرز: هل كانت فعلاً محاولة اغتيال؟ أم مجرد تصعيد غير محسوب في لحظة توتر شعبي؟ الإجابة مرهونة بما ستكشفه الأيام المقبلة.
كلمات مفاتيح: محاولة اغتيال الرئيس نوبوا ، غضب الرأي العام
consultez la page originale