يختار الروسي لقضاء عطلته السنوية شبه جزيرة القرم كوجهة سياحية لا فقط من أجل سواحلها الجلابة بل كذلك من أجل الإستطلاع عن قرب بالعملية العسكرية التي يقودها بوتين في المنطقة.
ومنذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، أصبحت الإعلانات السياحية تعرض شبه جزيرة القرم كوجهة سياحية ممتازة رغم إرتفاع أسعارها. وقد يختار السائح الروسي هذه الوجهة بسبب البنية التحتية المتوفرة فيها ومن أجل شواطئها الجميلة ولو كان ذلك على حساب سعر مرتفع نسبيا. وينضاف على هذا الاختيار روح الوطنية التي يتمسك بها المواطن الروسي حيث يرى أن شبه جزيرة القرم مكسب روسي لا بد من استغلاله لراحته. ورغم أن الرحلة إلى شبه جزيرة القرم متبعة جدا لأنها تستغرق 7 ساعات عبر القطار انطلاقا من موسكو، فإن السائح الروسي لا يبخل الذهاب إلى شبه جزيرة القرم على متن سيارته الخاصة، وبهذه المناسبة، فإن رحلته تسير على الطريق السيارة التي تسير عليها المدرعات الروسية المتجهة نحو مناطق الصراع ضد أوكرانيا.
ويمكن للسائح الروسي أن يزور أيضا بلدات حررها الجيش الروسي كمدينة ماريوبول التي أعادت إعمارها السلطات الروسية وترميم بنيتها التحتية، لتصبح الرحلة السياحية رحلة ثقافية وطنية يستطلع فيها السائح الروسي إنجازات جيشه عن قرب بالعين المجردة وعلى أرض الواقع. وفي نهاية رحلته، يمر السائح عبر جسر كيرتش الذي يربط روسيا بجزيرة القرم الذي استهدفته ضربات صاروخية أوكرانية. ولقد سجلت السياحة الروسية في القرم إقبال السواح بأعداد غفيرة منذ إنطلاق فصل الربيع، ووصلت نتائجه إلى نسبة زيادة بقيمة 40% على السنة الفارطة.