في خطوة تشريعية مثيرة للجدل، صوّت البرلمان الفرنسي يوم الثلاثاء 27 ماي 2025 بالأغلبية لصالح مشروع قانون يشرّع المساعدة على الموت للأشخاص المصابين بأمراض عضال لا أمل في شفائها.
هذا القانون يمثل نقلة نوعية في السياسة الصحية والاجتماعية الفرنسية، ويعكس تغيّرًا تدريجيًا في نظرة المجتمع إلى مسألة إنهاء الحياة طواعية تحت ظروف طبية دقيقة. القانون يُجيز للمصابين بأمراض خطيرة، لا شفاء منها، أن يطلبوا إنهاء حياتهم بمساعدة طبية، بشرط أن يكونوا بالغين، فرنسيين أو مقيمين بشكل قانوني، ويعانون من معاناة جسدية أو نفسية لا تُحتمل. يتم ذلك بعد تقييم طبي صارم وفترة تفكير إلزامية. كما يسمح القانون للعاملين في القطاع الصحي بالاعتراض الضميري ورفض المشاركة في هذه العملية. ولقد لقي القانون ترحيبًا من قبل جهات مدافعة عن حقوق المرضى، التي اعتبرته انتصارًا لكرامة الإنسان وحقه في تقرير مصيره.
في المقابل، أعربت جهات دينية ومحافظة عن مخاوفها من إساءة استخدام هذا الحق، واعتبرته تهديدًا لقيم التضامن والرعاية الطبية. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّر عن دعمه للمشروع، واعتبره خطوة لتعزيز حرية الأفراد وكرامتهم في نهاية الحياة، داعيًا إلى مواصلة الحوار المجتمعي حول كيفية مرافقة الأشخاص في أصعب لحظاتهم. وسينتقل القانون إلى مجلس الشيوخ، حيث لا بد أن يصوت لصالحه ومن المتوقع أن يثير نقاشات حادة وربما تعديلات. تقنين المساعدة على الموت يضع فرنسا ضمن عدد متزايد من الدول الأوروبية التي تعتمد تشريعات مماثلة، مثل بلجيكا وهولندا وسويسرا، ويُتوقع أن يُحدث هذا التحوّل تأثيرًا عميقًا على الطب، والأخلاقيات، والسياسات العامة في السنوات المقبلة.