تشهد أوروبا، في الأيام الأخيرة، تقلبات مناخية حادة، تسجلت خلالها درجات حرارة قياسية، خاصة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بسبب موجة حر تأتي من الصحراء الإفريقية.
ويفسر علماء المناخ أن هذه التقلبات هي نتيجة لتغيرات في النشاط الشمسي والظواهر الجوية الكبرى، بالإضافة إلى تأثيرات الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري والانبعاثات الصناعية. ويجابه جنوب أوروبا موجة حر شديدة في شكل قبة حرارية، حيث من المتوقع أن تبلغ الحرارة 43 درجة مئوية في مناطق جنوب إسبانيا والبرتغال. كما أنه من المرجح أن تليها أيام صعبة مشحونة بالأعاصير القوية، مما قد يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية هائلة. ومع التقلبات المناخية ترتفع أيضا حالات التعرض لضربات الشمس، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً حيث سجلت بعض المناطق الأوروبية حالات إغماء بسبب ارتفاع في درجات الحرارة وحدة أشعة الشمس.
ولقد أظهرت الدورة الشمسية الرابعة والعشرون التي امتدت خلال السنوات (2008–2019)، مستويات غير مسبوقة من الضعف منذ أكثر من قرن مما يفسر كل هذه الظواهر المناخية كما أن الانفجارات البركانية قد يمكن أن تؤدي إلى ضخ كميات هائلة من الغازات والجسيمات الدقيقة في الغلاف الجوي، مما يؤثر على ارتفاع في درجة حرارة الأرض. وقد يكون أيضا النشاط البشري العامل الأكثر تأثيرًا في التغير المناخي الحديث، حيث ساهمت الثورة الصناعية وما تبعها من توسع في استهلاك الوقود الأحفوري في زيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. ولقد سجلت مدينة باريس يوم 30 جوان 35 درجة و38 في روما و37 في مدريد و36 في لشبونة و30 درجة في لندن. ولقد وصلت الحرارة إلى أرقام قياسية في أوروبا، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية، حيث سجلت بعض الدول الأوروبية تجاوز بلغ 50 درجة في إسبانيا.