من هم الحاضرون والغائبون في عيد النصر بموسكو؟

كتب : نذير عزوز / تونس - المساء / 2025-05-09 / عالم

شهدت العاصمة الروسية موسكو يوم 9 ماي 2025 احتفالات ضخمة بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وهو ما يُعرف بعيد النصر. وتميزت الاحتفالات بعرض عسكري مهيب في الساحة الحمراء، حضره عدد من القادة والمسؤولين الدوليين البارزين، مما يعكس محاولات روسيا لتأكيد مكانتها على الساحة الدولية رغم التوترات الجيوسياسية المستمرة.

وتضمن العرض العسكري مشاركة أكثر من 11 ألف جندي، بما في ذلك ألف وخمس مائة من قدامى المحاربين في الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى أكثر من 180 قطعة من المعدات العسكرية، مثل الدبابات ومنظومات الصواريخ النووية. كما شمل العرض طائرات مسيّرة حديثة، في إشارة إلى تطور القدرات العسكرية الروسية. ولقد ألقى الرئيس فلاديمير بوتين كلمة خلال المناسبة، أكد فيها على أهمية النصر التاريخي ودور الاتحاد السوفيتي في هزيمة النازية، مشددًا على دعم الجنود الروس المشاركين في العمليات العسكرية الحالية. وحضر الاحتفالات عدد من القادة والمسؤولين الدوليين، حضر احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر في موسكو في 9 مايو 2025 عدد كبير من القادة والزعماء الدوليين، حيث أعلن الكرملين عن حضور 29 رئيس دولة. وفيما يلي قائمة بأبرز القادة الذين شاركوا في هذه المناسبة: الرئيس الصيني شي جين بينغ، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، رئيس كازاخستان قاسم جومارت، توكاييف، رئيس قيرغيزستان صدر جباروف، رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، رئيس تركمانستان سردار بيردي محمدوف، رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف، رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، رئيس سلوفاكيا روبرت فيكو، رئيس أرمينيا نيكول باشينيان، رئيس كوبا ميغيل دياز كانيل، رئيس غينيا بيساو أومارو سيسوكو إمبالو، رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا، رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو، رئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري، رئيس منغوليا أوخناجين خورلسوخ، رئيس جنوب أوسيتيا آلان غاغلويف، رئيس أبخازيا بادرا غونبا، رئيس جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك، رئيسة مجلس رئاسة البوسنة والهرسك جيلكا تسفيانوفيتش، رئيس إثيوبيا تايي أتسكي سيلاسي، رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، رئيس فيتنام تو لام، رئيس ميانمار مين أونغ هلاينغ. وسُجّل غياب عدد من القادة البارزين، مما أثار تساؤلات حول أسباب عدم مشاركتهم. وفيما يلي أبرز الغيابات:الولايات المتحدة الأمريكية، الهند التي ألغت في آخر لحظة دون توضيح الأسباب، أذربيجان الذي يقودها الرئيس إلهام علييف وبرر عدم حضوره مرجعًا ذلك إلى احتفالات الذكرى المئوية لميلاد والده، حيدر علييف، في باكو، المجر حيث لم يحضر فيكتور أوربان رغم علاقاته المتينة مع موسكو، لاوس الرئيس ثونغلون سيسوليث ألغى مشاركته في اللحظات الأخيرة، دون تقديم أسباب واضحة، مولدوفا التي رفضت المشاركة في العرض العسكري، في خطوة تعكس التوترات السياسية مع روسيا، وكوريا الشمالية حيث لم يحضر الزعيم كيم جونغ أون الاحتفالات، رغم الدعوة الروسية والمشاركة الواسعة لقادة عالميين ويرجع غيابه إلى عدة أسباب تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية لكوريا الشمالية، بما في ذلك التركيز على الشؤون العسكرية الداخلية والابتعاد عن الفعاليات متعددة الأطراف.

وتمثل حضور كوريا الشمالية بوفود عسكرية رفيعة المستوى، من كبار الجنرالات والمسؤولين العسكريين، وكان أبرزهم الجنرال كيم يونغ بوك، الذي يُعتبر أحد أبرز قادة القوات الخاصة في الجيش الشعبي الكوري. وفي المقابل حضر رئيس الوزراء روبرت فيكو، الزعيم الوحيد من دول الاتحاد الأوروبي، الذي حضر الاحتفالات. وبرر مشاركته بأنها تكريم لتضحيات الجنود السوفييت الذين حرروا سلوفاكيا خلال الحرب العالمية الثانية. وكذلك الرئيس ألكسندر فوتشيتش الذي شارك في الاحتفالات رغم الضغوط الأوروبية، مؤكدًا على أهمية العلاقات التاريخية بين صربيا وروسيا. وغاب معظم القادة الأوروبيين عن الحدث، بما في ذلك رؤساء فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الذين اختاروا التعبير عن دعمهم لأوكرانيا من خلال فعاليات أُقيمت في لفيف بأوكرانيا وأوسلو بالنرويج. أعربوا عن إدانتهم لمشاركة أي زعيم أوروبي في الاحتفالات الروسية، معتبرين ذلك عارًا في ظل العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا. وتعري، المشاركة المحدودة من القادة الأوروبيين، الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع روسيا، كما تعكس التحديات التي تواجهها الدول الأعضاء في تحقيق توازن بين العلاقات التاريخية والمواقف السياسية الحالية. وقد وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك حضورهم بأنه جلب للعار، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا. ولقد أظهرت تحليلات لغة الجسد خلال العرض أن الرئيس الصيني شي جينبينغ بدا واثقًا ومتحكمًا، بينما ظهر بوتين أكثر حماسًا وسعيًا لكسب انتباه نظيره الصيني، مما قد يشير إلى ديناميكية جديدة في العلاقة بين البلدين. هذا العام، عكست احتفالات عيد النصر في روسيا مزيجًا من الاستعراض العسكري والرسائل السياسية، في ظل سعي موسكو لتعزيز مكانتها الدولية وتأكيد تحالفاتها، رغم الانتقادات الغربية المستمرة بسبب الحرب في أوكرانيا.