تعرّضت فعالية القبة الحديدية الإسرائيلية لاختبار صعب خلال الضربات الإيرانية المكثفة الأخيرة، التي شملت أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة مسيّرة أُطلقت من إيران والعراق وسوريا.
ورغم أن إسرائيل وحلفاءها، خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن، تمكنوا من اعتراض معظم المقذوفات، فإن بعض الصواريخ الإيرانية الدقيقة نجحت في اختراق الدفاعات، وأصابت مواقع حساسة في النقب وتل أبيب، في ما اعتُبر فشلًا جزئيًا لمنظومة القبة الحديدية. وقد أصابت بعض الصواريخ مباني في تل أبيب، مما أدى إلى انهيارها وتركها تحت الركام. وأعلنت السلطات الإسرائيلية عن وقوع خسائر بشرية، من بينها مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين بجروح. كما تم إغلاق مطار بن غوريون إلى أجل غير مسمى، دون تحديد موعد لإعادة فتحه. ولتبرير الثغرات في أداء المنظومة، أشار خبراء عسكريون إلى أن القبة الحديدية فعّالة ضد الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، لكنها أقل كفاءة أمام وابل كثيف أو صواريخ باليستية عالية السرعة، ما دفع إسرائيل إلى تعزيز اعتمادها على أنظمة دفاعية إضافية مثل مقلاع داوود وحيتس 3.
ورغم هذه التعزيزات، فإن الهجوم الإيراني كشف عن ضرورة إعادة النظر في مدى نجاعة القبة الحديدية أمام تهديدات مركّبة من عدة جبهات في وقت واحد، وهو ما يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ويدفعها إلى مراجعة استراتيجياتها الدفاعية. أما من ناحية الكلفة، فاعتراض صاروخ واحد عبر القبة الحديدية يتراوح بين 50 إلى 100 ألف دولار، مقابل صاروخ مهاجم قد لا تتجاوز كلفته بضع مئات من الدولارات، مما يجعل الهجمات منخفضة الكلفة باهظة لإسرائيل على المدى الطويل. كذلك، فإن نطاق تغطية القبة الحديدية ليس موحدًا، إذ لا تُغطي كل أراضي إسرائيل بالكثافة نفسها، ما يصعّب مهمة توزيع البطاريات الدفاعية بفعالية، ويخلق فجوات في الحماية تُستغل في الهجمات المكثفة.