ففي ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، شهد ميناء مرسيليا حادثة غير مسبوقة، يوم الثلاثاء، تمثلت في محاولة السلطات الفرنسية تفتيش سفينتين تابعتين لشركة سوناطراك الجزائرية. واعتبرت الجزائر هذه المحاولة إجراء استفزازي، في سياق حساس يشهد توترًا في العلاقات بين البلدين. من جهة أخرى، وعلى الرغم من هذه التوترات، تستمر العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا، حيث تم تمديد اتفاقية بين سوناطراك وشركة توتال إنرجي الفرنسية لتوريد الغاز الطبيعي المسال.
وبموجب هذه الاتفاقية، تسلم سوناطراك مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا إلى محطة فوس القريبة من مرسيليا حتى عام 2025، مما يعزز أمن الطاقة في فرنسا وأوروبا. وتُظهر هذه الأحداث الأخيرة تداخلًا معقدًا بين السياسة والاقتصاد في العلاقات الجزائرية الفرنسية، حيث تؤثر التوترات الدبلوماسية على التعاون الاقتصادي، بينما تستمر المصالح المشتركة في مجالات الطاقة مثل اتفاقيات مع شركات فرنسية فالوريك وفيريديان. وإلى الآن، لم تصدر السلطات الفرنسية أو الجزائرية بيانات رسمية توضح نتائج هذه المحاولة أو ما إذا كانت عمليات التفتيش قد نُفذت بالفعل. كما لم تُعلن أي جهة عن اتخاذ إجراءات قانونية أو دبلوماسية إضافية بخصوص الحادثة. وقد تظهر مستجدات في الأيام القادمة توضح مواقف الطرفين.